mardi 26 janvier 2021

النشاط الفلاحي كركيزة لتطوير السياحة الزراعية بالمغرب: هل من إشارات لتثمين الفكرة على المدى القريب؟

  

المغرب، بلدنا الحبيب، بلد الغنى، الثقافة والأصالة، له من الخاصيات ما يميز جماليته عن العديد من البلدان، إقتصاده ومن دون أي شك يعتمد كلاسيكيا على القطاعين الفلاحي و السياحي، من دون إغفال الصناعة والخدمات التي أضحى المغرب قطبا جديدا لها

الثروات الفلاحية للمغرب وافرة و جد متنوعة، لكن هنالك سؤال قليلا ما يتبادر إلى أذهاننا : كيف يتم الحصول على المتنوج الفلاحي ـ بكل أشكاله ـ و ما هي المراحل المتبعة من طرف الفلاحين لهذه الغاية على مدار المواسم؟

الإجابة على هذا التساؤل البسيط يمكن أن تشكل نقطة جذب سياحي من نوع آخر، في خانة السياحة المستدامة التي تهتم بتثمين المجال الطبيعي و الخزان الإيكولوجي و الأنشطة الفلاحية في معظمها، تندرج في هذا السياق. .

حب الأرض، العلاقة الوطيدة للإنسان مع الأرض و مع كل ما تنتجه الطبيعة من أجل العيش، كيف يمكننا التغلغل في هذا الإحساس بكل صدق من دون معاينة الحياة الزراعية و معايشة الفلاح؟

من هنا تمكنت السياحة الزراعية من نسج خيوط نجاحها على المستوى العالمي كصنف يحترم أساسيات التنمية المستدامة والمجالية، بمقاييس مختلفة حسب الإستراتيجيات المنصبة على القطاع السياحي عبر الدول و طبيعة المنتوجات و الخدمات الرائدة تبعا للمؤهلات التي تم تثمنيها

ففي المغرب، قطاع الفلاحة يشكل أساسا ركيزة اقتصادية محضة هدفها الإنتاج الكثير والمتنوع، لا توجد إية مقاربات إستراتيجية وعملية مع القطاع الوصي على السياحة من أجل ضخ أفكار وخطط عمل هدفها إشعاع المنتوج الفلاحي والمجالات الزراعية كمنتوجات سياحية تدفع بالقطاع السياحي نحو منهجية تحترم البيئة وتقدر جهود الفلاحين عبر توفير موارد رزق إضافية، من دون إهمال إغناء المنتوج السياحي الوطني الذي يعتمد كثيرا على السياحة الشاطئية والثقافية بنسب عالية

لكن و لله الحمد، نلاحظ بزوغ مبادرات جد قيمة تنخرط في هذا الإطار، من خلال إنشاء ضيعات بيداغوجية خصوصا قرب الحواضر، السفر نحو مناطق يغلب فيها الطابع الفلاحي و التي تتوفر على المبيت عند الساكنة المحلية، تسمح للزائر إحتكاكا أكبر مع حياة الفلاح من خلال معايشة يومياته و المساهمة، لم لا، في أنشطته اليومية من زرع، أو حصد، أو الإهتمام بالماشية أو حلبها و كذا صيانة الضيعة.. هذه أمثلة بسيطة إذ لا يمكن حصر الأشغال الفلاحية المتعددة تبعا لنوعية المنطقة و طقوس أهاليها

و الملاحظ أيضا هو التفاعل الإيجابي و الجميل للأطفال مع كل ما يخص الفلاحة و رعاية الماشية، مما دفع بالعديد من المتطوعين و بعد الفاعلين في المجال السياحي من تنظيم رحلات و زيارات ميدانية تمكن هذه الشريحة من الإستمتاع و الإستفادة من كل ما يدره النشاط الفلاحي و بلورة أفكارهم، معلوماتهم و ٱرائهم حول المجال. فئة الكبار يمكن كذلك العمل على لفت إنتباهها و تشجيعها على قضاء بعض أيام العطلة في البوادي و الضيعات الفلاحية من أجل الإستجمام و الخروج من نمطية السفر الكلاسيكي

و في الأخير، لا يجدرني إلا أن ألمح للفاعلين في القطاعات المستهدفة بهذا النوع من السياحة إلى تشجيع و تطوير هذا الصنف من 
أجل تنويع المنتوج و المساعدة على تأهيل بعض المناطق و بالتالي المساهمة في تحسين مستوى عيش ساكنتها

العين الإخبارية : Credit photo