vendredi 13 novembre 2020

هل من تعريف مستجد لمتعة السفر في زمن كورونا؟

 

المخاوف من تداعيات إنتشار وباء كورونا و تردي الحالة الصحية في العالم تلقي بظلالها على مفهوم السفر بكل 
تفاصيله

هل يمكننا الحديث في الحاضر عن متعة السفر كما ذي قبل في ظل الإلتزام بالتدابير الوقائية؟ و هل نفسية المسافرين تأثرت بالظروف الراهنة؟ 


جائحة عصفت بالحياة اليومية للإنسان في كل طياتها وبعثرت أوراق السكينة والنشاط اليومي الذي لطالما إشتقنا له.

يعودنا الحنين لما مضى، للأيام التي كنا لا نهتم بالتفاصيل الدقيقة كما الٱن، للعلاقات الإجتماعية بكل ما تحمله من تٱخي وعناق ووئام، وفرح وغضب، والتي تتمثل في التصرفات الإرادية منها واللإرادية.

إنها جائحة كورونا، ذلك الظلام الحالك الذي زرع الخوف بين الناس وفرض عليهم التباعد الاجتماعي في كل مواقف الحياة اليومية، بظلاله الفتاكة.

كورونا الذي أوقف عجلة المواصلات وألحق أضرارا كثيرة بالقطاع السياحي في ربوع العالم، خاصة خلال الأشهر الأولى للحجر الصحي

وفي ظل هذه التطورات، كيف أضحى السفر في الوقت الراهن؟ هل تأثر مفهوم السفر بقيود فيروس كورونا؟ و هل إنطفت متعة السفر مع الإستنئناس المؤلم بالإجراءات الاحترازية ضد الجائحة؟

تعايشنا مع الحجر الصحي بالمغرب لمدة ثلاث أشهر طوال، توقفت فيها كل أشكال المواصلات و السفريات داخل الوطن و خارجه،
 و ما لبثنا في هذه الفترة إلا الرجوع إلى حنين الماضي القريب، عبر تصحف ألبوماتنا و التأسف على ما ٱلت إليه الحالة الوبائية في العالم. حركة شلت و تدهور معها العامل النفسي، خصوصا لدى محبي الرحلات

كابوس طال مفعوله و أربك ٱمال الجميع لغد أفضل.

مع تخفيف الحجر الصحي في أفق يونيو، هو بصيص أمل، ذاك الذي رسم بسمة على محيا هواة الرحلات، الذين اشتاقوا للغوص في سحر الطبيعة و رفع روح التحدي و المرح..

لكن ليس كلما ذي قبل ..

السفر بطعم آخر، و بشكل جديد، تدب في نبضه مخاوف الوباء و كذا الالتزام الفعلي بالتباعد الاجتماعي و التدابير الاحترازية....

و قواعد جديدة لاحت في الأفق من أجل تنظيم المواصلات بين المدن و كذا الأسفار.

نذكر منها إلزامية ملئ المقاعد في حدود %50 من طاقة الحافلات السياحية قبل رفع النسبة إلى %75، بالإضافة إلى وضع الكمامات، التباعد بين الأفراد و التعقيم بشتى أشكاله.

هل يمكننا التكلم عن راحة نفسية أثناء السفر في الظروف الراهنة؟  أمام تقنين أعداد المسافرين وكذا اللوجيستيك المتعلقة بالرحلات في ظل الإرتفاع اليومي للإصابات و الوفيات في المغرب بنسب متفاوتة؟

أو ذلك الهاجس المهول للسفر و إمكانية الإصابة بالفيروس بمناطق أخرى أو إنتشار العدوى بين المشاركين في الرحلة؟ هذه بعض من الأفكار التي تراود البعض منا. 

متعة السفر في كورونا تخلو حتما من كل الطمأنينة التلقائية التي كانت القاعدة و الأساس في ما مضى، صور اليوم تضم و تؤرخ لمسافرين تخفي الكمامة الواقية إبتسامتهم رغم تواجدهم بأجمل المناطق الطبيعية و المعالم السياحية

هل حملة التلقيح الواسعة التي سيشرع فيها المغرب قريبا ستمكن السياحة و حب الأسفار للعودة إلى سابق العهود؟

كلنا أمل في ذلك.

ضيفتي الكريمة في هذا المقال هي حورية الجديري، منظمة رحلات بالمغرب، و التي تفضلت بالإجابة على الأسئلة التالية

 كورونا و السفر، هي معادلة صعبة نوعا ما، كيف تتعاملون معها ؟ و هل من تخوف ملحوظ لدى المسافرين أثناء إطلاق برامج
الرحلات؟


السفر هو مدرسة من مدارس الحياة تعلم كثيرا من الاشياء ،السفر ايضا هو متنفس من ضغوطات  الحياة اليومية ،قرار السفر قبل كورونا كان سهلا جدا ،كان يكفي الشخص ان يتصفح وسائل التواصل الاجتماعي ،او يتواصل مع احدى الوكالات لكي يختار وجهته ،

في زمن هذا الوباء ،اصبح القرار صعبا على الجميع من مشاركين ومنظمي رحلات 

في خضم حالة الطوارىء الصحية ،وفي ظل تصاعد انتشار الوباء في عدة جهات من المغرب ،اصبح الأمر معقدا نوعا ما 

اصبحنا نتابع الحالات اليومية وننتظر قرارا مفاجأ قد يتسبب في غلق احدى المدن ،او يارب في ايقاف التنقل بين المدن في اخر دقيقة 

 هل نظم التدابير الاحترازية تثقل كاهن منظمي الرحلات و تؤثر على البرامج و أثمنتها؟

كمنظمي رحلات ،اصبح لدينا هاجس جديد الا وهو ،هل سنمتكن من السفر الى وجهتنا ؟هل يا ترى ستكون هناك عوائق في الطريق ؟

هذا الهاجس لا يختفي  الا حينما نتجاوز آخر حاجز في وجهتنا ،عندها نفرح اننا وصلنا دون مشاكل والحمد لله 

العدد المحدود في الحافلات السياحية ،هو ايضا يتسبب في رفع اثمان رحلاتنا مقارنة مع الاعوام الماضية ،ما يجعل عدد المسافرين اقل بكثير من ما تعودنا عليه 

فكرنا في حلول بديلة كاستعمال السيارات ولكن اتضح ان هذا الحل لا يناسب الجميع خصوصا اذا كانت الوجهة بعيدة شيئا ما
 

؟العامل النفسي يلقي بثقله أثناء التفكير بالسفر : في ظل التراخي و إرتفاع الإصابات بكورونا، هل يمكننا تخيل بؤر سياحية يوما ما


في زمن كورونا ،اصبحنا نستمتع بكل سفر كأنه آخر سفر ،لاننا لا نعلم ما ستكون عليه الايام القادمة ولا نوعية القرارات القادمة 

كثير من المسافرين ،فقدوا مناصب شغلهم ،او تقلص مدخلوهم لذلك أصبح السفر بالنسبة إليهم قرارا يوجب الكثير من التفكير والتوفير 

هناك ايضا من المسافرين من هم متخوفون جدا من عدوى المرض، السفر ليس من اولوياتهم في هذه الفترة 

انا ايضا كمنظمة اسفار  ،اتخدت قرار ان اقلل  من وثيرة الرحلات ,فعوض 3 رحلات او 4 رحلات في الشهر ،اصبحت الوثيرة 2 رحلات في الشهر 

الضغط النفسي لدى المنظم يكون كبيرا ،فمن جهة يحاول ما امكن ان تحترم  الشروط الوقائية في النقل وفي المآوي (فمثلا شخصين في كل غرفة )،ومن جهة أخرى وبعد كل رحلة يكون هناك ترقب ،هل هناك شخص او اشخاص  احسوا  بعوارض المرض بعد الرحلة 

هذا الوباء مستمر في الانتشار ،نرجو من الله ان يخفف اقداره وان يلطف بنا ،ورغم ذلك نحاول أن نستمتع في كل رحلة ،بالطبيعة الجميلة ،نحاول ان نتناسى الارقام المهولة ،نحاول ان مريح انفسنا ولو قليلا من ضغط كل ما تعيشه ،لذلك فالسفر في هذه الفترة بالذات له طبع خاص ،وهو نعمة كبيرة جدا نحمد الله عليها.

Credit Photo : Freepik