هل يمكننا الحديث في الحاضر عن متعة السفر كما ذي قبل في ظل الإلتزام بالتدابير الوقائية؟ و هل نفسية المسافرين تأثرت بالظروف الراهنة؟
جائحة عصفت بالحياة اليومية للإنسان في كل طياتها وبعثرت أوراق السكينة والنشاط اليومي الذي لطالما إشتقنا له.
يعودنا الحنين لما مضى، للأيام التي كنا لا نهتم بالتفاصيل الدقيقة كما الٱن، للعلاقات الإجتماعية بكل ما تحمله من تٱخي وعناق ووئام، وفرح وغضب، والتي تتمثل في التصرفات الإرادية منها واللإرادية.
إنها جائحة كورونا، ذلك الظلام الحالك الذي زرع الخوف بين الناس وفرض عليهم التباعد الاجتماعي في كل مواقف الحياة اليومية، بظلاله الفتاكة.
كورونا الذي أوقف عجلة المواصلات وألحق أضرارا كثيرة بالقطاع السياحي في ربوع العالم، خاصة خلال الأشهر الأولى للحجر الصحي
وفي ظل هذه التطورات، كيف أضحى السفر في الوقت الراهن؟ هل تأثر مفهوم السفر بقيود فيروس كورونا؟ و هل إنطفت متعة السفر مع الإستنئناس المؤلم بالإجراءات الاحترازية ضد الجائحة؟
تعايشنا مع الحجر الصحي بالمغرب لمدة ثلاث أشهر طوال، توقفت فيها كل أشكال المواصلات و السفريات داخل الوطن و خارجه،
و ما لبثنا في هذه الفترة إلا الرجوع إلى حنين الماضي القريب، عبر تصحف ألبوماتنا و التأسف على ما ٱلت إليه الحالة الوبائية في العالم. حركة شلت و تدهور معها العامل النفسي، خصوصا لدى محبي الرحلات
كابوس طال مفعوله و أربك ٱمال الجميع لغد أفضل.
مع تخفيف الحجر الصحي في أفق يونيو، هو بصيص أمل، ذاك الذي رسم بسمة على محيا هواة الرحلات، الذين اشتاقوا للغوص في سحر الطبيعة و رفع روح التحدي و المرح..
لكن ليس كلما ذي قبل ..
السفر بطعم آخر، و بشكل جديد، تدب في نبضه مخاوف الوباء و كذا الالتزام الفعلي بالتباعد الاجتماعي و التدابير الاحترازية....
و قواعد جديدة لاحت في الأفق من أجل تنظيم المواصلات بين المدن و كذا الأسفار.
نذكر منها إلزامية ملئ المقاعد في حدود %50 من طاقة الحافلات السياحية قبل رفع النسبة إلى %75، بالإضافة إلى وضع الكمامات، التباعد بين الأفراد و التعقيم بشتى أشكاله.
هل يمكننا التكلم عن راحة نفسية أثناء السفر في الظروف الراهنة؟ أمام تقنين أعداد المسافرين وكذا اللوجيستيك المتعلقة بالرحلات في ظل الإرتفاع اليومي للإصابات و الوفيات في المغرب بنسب متفاوتة؟
أو ذلك الهاجس المهول للسفر و إمكانية الإصابة بالفيروس بمناطق أخرى أو إنتشار العدوى بين المشاركين في الرحلة؟ هذه بعض من الأفكار التي تراود البعض منا.
متعة السفر في كورونا تخلو حتما من كل الطمأنينة التلقائية التي كانت القاعدة و الأساس في ما مضى، صور اليوم تضم و تؤرخ لمسافرين تخفي الكمامة الواقية إبتسامتهم رغم تواجدهم بأجمل المناطق الطبيعية و المعالم السياحية
هل حملة التلقيح الواسعة التي سيشرع فيها المغرب قريبا ستمكن السياحة و حب الأسفار للعودة إلى سابق العهود؟
كلنا أمل في ذلك.
ضيفتي الكريمة في هذا المقال هي حورية الجديري، منظمة رحلات بالمغرب، و التي تفضلت بالإجابة على الأسئلة التالية
كورونا و السفر، هي معادلة صعبة نوعا ما، كيف تتعاملون معها ؟ و هل من تخوف ملحوظ لدى المسافرين أثناء إطلاق برامج
الرحلات؟
هل نظم التدابير الاحترازية تثقل كاهن منظمي الرحلات و تؤثر على البرامج و أثمنتها؟
؟العامل النفسي يلقي بثقله أثناء التفكير بالسفر : في ظل التراخي و إرتفاع الإصابات بكورونا، هل يمكننا تخيل بؤر سياحية يوما ما

عندما أسافر فإنني لا ابتعد جغرافياً فحسب بل ابتعد كذلك عن كل ما يربطني بمحل إقامتي ذلك هو السفر
RépondreSupprimer