jeudi 10 septembre 2020

الجبال ,خزان سياحي في طي النسيان !

السفر في ربوع الأرض من أجل متعة الاكتشاف هو نعمة ربانية لا مثيل لها.

و عظمة الخالق ، تتجلى في تنوع و غنى المناظر الجبلية. 

الجبال تضاريس تؤثث بانوراما الطبيعة على سطح الأرض و تزيده جمالية: تشكل مكانا للترويح عن النفس و التأمل الفكري و الروحاني للبعض، و ملتقيات للتحدي لمحبي تسلق القمم الشاهقة، هي حتما خزان طبيعي مهم يشكل نقطة جذب كبيرة للسياحة في أقطاب العالم.

عظمة الخالق سبحانه وتعالى تتجلى في كل التفاصيل: بدقتها، بساطتها، رونقها و كذا شموخها.

و بذكر الجبال و شموخها، فإن السؤال التالي يتبادر إلى الذهن: كيف هو حال السياحة الجبلية في العالم؟ هل معالمها و وزنها في الإشعاع السياحي يختلف من بلد لٱخر؟ و كيف يراهن المغرب على هذا النوع من السياحة؟

الأهمية التي توليها العديد من الدول المتواجدة بالقارة العجوز، بأمريكا الشمالية و ببعض البلدان الأخرى عبر باقي القارات أضحى يضرب بها المثل في تطوير و تثمين المنتوج السياحي الجبلي، لكن المغرب لا يدخل ضمن هذه الخانة.

من المؤسف و الواضح إستنتاج التوجه السياحي للمغرب الذي إعتمده منذ القرن الماضي نحو السياحة الشاطئية، و بنسبة أقل نحو السياحة الثقافية، حيث لا تروم الخطط و الإستراتيجيات الخاصة بالقطاع نحو تطوير السياحة الجبلية، الرياضية و أنواع أخرى.

بلدنا المغرب يضم سلاسل جبلية ذات غنى و تنوع بيولوجي يثلج الصدر، خبايها كبيرة و غموضها ما زال يلف بأذهاننا و يدفعنا للتعرف عليها أكثر عبر إكتشفاها و التوغل في عوالمها.

منتوج سياحي يطمح للإشعاع في نطاق إحترام النتمية المستدامة، لكن غالبا ما يشكل شقا بسيطا في إطار ما يسمى بالسياحة القروية و الذي تتضمنه إستراتيجية الوزارة الوصية على القطاع.

كيف يعقل أن تكون لدينا محطتان للتزلج الجبلي في المغرب : أوكيمدن و ميشليفن؟ علما أن هناك العديد من المناطق التي يمكنها إحتضان هذا النوع من المحطات السياحية بالجبل كبويبلان.

 بالنسبة للتهيئة المتعلقة بها فهي لا تروم إلى المستوى المنشود. مؤسف حقا القيام بمقارنات مع بلدان مجاورة لنا و التي تضم منتجعات جبلية من الطراز الرفيع، كمثل المحطات بجبال الألب الفرنسية.

من أوجه الإحباط أيضا هو غياب التعريف بالمنتوج الجبلي : ففي بدايات القرن الحادي و العشرين و حتى حدود سنة 2004/2005، قليلا ما كنا نسمع برحلات نحو قمم جبلية أو أسماء دواوير و قرى في قلبها و نواحيها. كيف لا و السائح الأجنبي المولع بالسياحة الجبلية كانت تطئ أقدامه أراضينا و يتوجه صوب مناطق التي لا يعرف السائح المغربي بوجودها في الأصل أو ما تضمه من ثروات.

لولا ظهور مجموعات من هواة المشي في الجبال التي ما فتئت تعرف تدريجيا بالمنتوج الجبلي و التي ظهرت بكثرة العشر السنوات الأخيرة : هذه المجموعات التي تقوم بنتظيم رحلات نحو سلاسلنا الجبلية في شتى أقطار البلاد بحرفية عالية عموما : هو شغف يتقاسمه المنظمون مع زبنائهم من محبي ما يسمى بالروندوني. (Randonnée).

ثقافة السفر نحو الجبل التي أصبحت مألوفة لدينا مقارنة بالسنوات الفارطة.

لكن هل هذا كافي لضمان الإشعاع السياحي لهذا المنتوج؟ و هل من الواجب التعريف به أكثر لتشجيع السياحة الداخلية؟ و هل ستضمن الوزارة الوصية الإهتمام الكافي و الجريئ لهذا المنتوج؟

عبد الله اليعقوبي من مؤسسي أحد النوادي المهتمة بتنظيم سفريات نحو عدة مناطق جبلية بالمغرب،  شغوف جدا بالإكتشافات و التعريف بمسارات جديدة في هذا الإطار، يقربنا أكثر من الموضوع و يتقاسم رأيه معنا عبر الإجابة على الأسئلة التالية :

1.إلى أي حد ساهمت النوادي المتخصصة في تنظيم الرحلات نحو الجبال في تعريف و ثتمين هذا المنتوج السياحي، و هل من عوائق في ذلك ؟

تعريف ما تزخر به جبال المغرب أمر صعب جدا فكيف السبيل للحديث عن طول الأطلس الكبير الممتد 470 كلمترا بوديانه ودواويره ومنبسطاته وتلال والذي يضم قمما يتجاوز علوها 4000 متر ناهيك عن عشرات القمم التي يفوق علوها 3000 مترا كلها مؤهلات يمكنها جذب المتسلق والشغوف بالجبال من مختلف الجنسيات وحتى من يبحث عن المسارات السهلة التي لا تشكل خطورة فالغابات والمنبسطات المخضرة لا سبيل لحصرها بالأطلس الكبير والصغير والمتوسط وجبال الريف وخصوصيتها بإطلالة بانورامية على البحر واليابسة كل هاته المؤهلات تجعل التعريف أمرا صعبا.

أما بالحديث عن تثمين المنتوج السياحي الجبلي لابد من الإشارة إلى تعاون المنظومة ككل فسكان الدواوير اجتهدوا بإعداد منازلهم للاستقبال وأبدعوا بطهي الوجبات الشهية. ومالكو الدواب اعتنوا بها لتحمل الأمتعة والخيام وشباب المناطق الجبلية تأقلموا مع مرافقة وإرشاد المجموعات لقمم الجبال والمنبسطات التي لا تصلها.

إلا الأقدام دون إغفال فئة لا بأس بها من المغاربة والتي غيّرت البوصلة من البحر نحو الجبل. حينها تيسّرت مهمة النوادي التي تهتم بالسياحة الجبلية والتضامنية للتنسيق بين مختلف الأطراف من أجل التنظيم والسهر على احترام معايير السلامة بارتداء ملابس ومعدات خاصة ونشر ضوابط التسلق الجبلي المتعارف عليها عالميا لتفادي الحوادث.

الحوادث تحيلنا على المعيقات وأهمها في نظري غياب فرق التدخل السريع المدربة على الانقاذ والمساعدة والمتوفرة على المعدات المتطورة التي تجعلها تتدخل في الحينفرق التدخل هاته يمكنها أن تقنع الكثيرين بالتوجه نحو الجبل.

2. هل من توازن بين التوجهات العامة للسياحة الداخلية و طبيعة المنتوج الجبلي؟ و هل من ضمان لتطوير صلتهما معا في إطار التنمية المستدامة؟

التوازن لا بل لتقل هناك فارق شاسع بين المنتوج الجبلي والمنتوج الداخلي سواء الساحلي أو المتعلق بالمدن العتيقة،
أبسط بضاعة سيحتاجها السائح الجبلي سيلزمه كلمترات عديدة لاحضارها وربما أكثر من وسيلة نقلة. عكس المدينة حيث كل شيء متوفر.

لتشجيع السياحة الجبلية لابد بالاهتمام بالبنيات التحتية من طرق وشبكات هاتف ومستوصفات قرب قبل أن نتحدث عن تقارب بين المنتوجين.

الثقافة المغربية كزربية مزركشة فيها عدة أعراف وتقاليد وحرف عتيقة وعليه فالمنتوج الذي يجب تسويقه يجب أن يتكون من مسارات تربط المدينة بالبحر والجبل والصحراء فهي خاصية مغربية فريدة لابد من استثمارها وبها نستطيع ضمان تنمية مستدامة لكافة المتدخلين في السياحة المغربية.

3. لقد لوحظ مؤخرا بزوغ مبادرات تروم نوعا ما إلى تثمين القمم عبر وضع لوحات تعريفية لها؟ هل يمكن التكلم عن مساهمة في إشعاع المنتوج بهذه الطريقة؟

المبادرات جميلة وهدفها نبيل وهو إشعاع أكبر للقمة.

لكن وجب قبل المرور لتثبيت اللوحات التأكد من الاسم الحقيقي للقمة كما يطلقه عليها الساكنة حفاظا على الموروث اللغوي والتأكد من الارتفاع انطلاقا من الخرائط الطوبوغرافية وأجهزة القياس الدقيقة دون إغفال إشراك وإخبار ساكنة المنطقة إن كانت المبادرة خارجية كلها حتى نساهم ولو بإشعاع بسبط للقمة.

 الحديث عن إشعاع المنتوج يلزمه أيادي عديدة لتصفق إذ اليد الواحدة لا تصفّق فوزارة السياحة هي القادرة على التسويق خارجيا والأندية ووكالات الأسفار مدعوة لعرض وجهات جديدة داخليا بدل الوجهات الكلاسيكية دائما.

الصورة ملتقطة بعين نادي أمودو للسفر.







1 commentaire: